عندما تقوم ادارة المنتدى بوضع تحديثات خاصة بالمنتدى سوف تجد آخر ثلاث مواضيع هنــا.

اذهب الى الأسفل
avatar
أسيرة الذكريات
:: عضو مميز ::
:: عضو مميز ::
محل الإقامة : في دارنا
الجنس : انثى
المساهمات : 906
النقاط : 1344
إنضم : 04/07/2018

إبراهيم بوسحاقي  Empty إبراهيم بوسحاقي

الثلاثاء 11 سبتمبر 2018 - 11:53
إبراهيم بوسحاقي العيشاوي الزواوي هو إمام مسلم جزائري من ثنية في الجزائر.



الميلاد
كانت ولادة إبراهيم بوسحاقي العيشاوي الزواوي في سنة 1912م الموافقة لعام 1326هـ من زواج والده علي بوسحاقي من بنت عمه زهرة إسحاق بوسحاقي.

نبذة تاريخية
يعتبر الإمام إبراهيم بوسحاقي أحد أحفاد العالم الجزائري "سيدي بوسحاقي" (1394م-1453م) الذي كان عالما مسلما مالكيا زواويا من قبيلة بني عائشة قرب الجزائر العاصمة.

النشأة

منطقة الزواوة
نشأ إبراهيم بوسحاقي العيشاوي الزواوي (1908م-1996م) في قرية ثالة أوفلا التابعة لـقبيلة بني عائشة في منطقة القبائل خلال بداية القرن العشرين الميلادي[1].

وكان أبوه علي بوسحاقي إماما كذلك يشغل دور مفتي في القبائل المنخفضة، ومقدما للطريقة الرحمانية، حول عرش آيث عيشة المتكون من أكثر من 40 قرية أمازيغية تتمركز حول قرية ثالة أوفلا المسماة قرية الصومعة نسبة إلى قلعة الملك الأمازيغي نوبل التي كنيتها بنيان نتاع الصومعة[2].

وعرش آيث عيشة هو امتداد لـمملكة نوبل التي حكمت متيجة خلال القرن الرابع الميلادي في عهد موريطانيا القيصرية[3].

ولقد كان من بين أعلام هذا العرش الأمازيغي الزواوي العالم إبراهيم بن فايد المكنى بسيدي بوسحاقي الذي هو جد محمد الصغير بوسحاقي[4].

كما كانت منطقة تيزي نايث عيشة منذ العصور النوميدية الأولى شاهدة على موجات بشرية وسياسية وثقافية أثرت عليها ضمن ثراء وتنوع تاريخ الجزائر[5].

وبعد أن درس القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية والفقه المالكي في زاوية سيدي بوسحاقي ضمن قرية ثالة أوفلا (الصومعة)، انتقل إبراهيم بوسحاقي إلى زاوية أولاد بومرداس في بلدية تيجلابين من أجل استكمال تكوينه العلمي والديني ضمن الطريقة الرحمانية.

وفي هذه المنطقة الزواوية نشأ إبراهيم بوسحاقي العيشاوي في بيت علم وأدب قبل أن يلتحق بإحدى الزوايا القرآنية في ولاية البويرة.

وهذه الزاوية هي زاوية الشيخ الحمامي في بلدية بودربالة التي أسسها "الشيخ عبد القادر الحمامي" أين تخرج الكثير من أعلام منطقة الزواوة أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر.

وبعد استكمال تكوينه العملي في زاوية الشيخ الحمامي، التحق بزاوية الهامل الرحمانية ليصير مقدما لها بدوره.

ثم عاد إلى جبال الخشنة حول ثنية بني عائشة ليسند أباه وبني عمومته في الإرشاد الديني والتوعية السياسية معتمدا على كتاب تاريخ الجزائر العام لمؤلفه الشيخ عبد الرحمان الجيلالي من بين كتب نهضوية أخرى.

وأثناء ذلك تزوج من حورية بومرداسي المنحدرة من زاوية أولاد بومرداس التي تبعد بحوالي 15 كيلومتر عن قرية ثالة أوفلا أو الصومعة.

مسجد سفير

مسجد سفير في القصبة
التحق الإمام إبراهيم بوسحاقي بمسجد سفير في بلدية القصبة العاصمية خلال سنة 1948م، بتوصية من عمه محمد الصغير بوسحاقي ذي العلاقات الواسعة في مدينة الجزائر، ليشغل منصب حَزَّاب مكلف بالتلاوة الجماعية للحزب القرآني الراتب قبل صلاتَيْ الظهر والعصر، ثم بعد صلاة المغرب، وذلك برواية ورش عن نافع[6].

وكان الإمام الخطيب آنذاك في مسجد سفير هو الشيخ محمد الدواخ (1903م-1989م)[7].

وقد ساهم الإمام إبراهيم بوسحاقي مع الشيخ محمد الدواخ والشيخ محمد شارف والشيخ أحمد بن تشيكو في نشر الثقافة الإسلامية المناهضة للاحتلال الفرنسي، وذلك من خلال تحفيظ القرآن الكريم وقراءة الحديث النبوي الشريف[8].

كما كان مسجد سفير آنذاك منارة لنشر المذهب المالكي في مدينة الجزائر والفقه الأصولي والتاريخ الوطني الجزائري، إضافة إلى قمع البدع والخرافات والحفاظ على السنة النبوية[9].

ذلك أن مسجد سفير كان ملتزما بمنهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من خلال استضافته لأبرز مشايخها ورموزها الذين من بينهم عبد الحليم بن سماية وأبو يعلى الزواوي والطيب العقبي والبشير الإبراهيمي وعبد الحميد بن باديس ومحمد بابا عمر وآخرين[10].

وقد كانت قراءة صحيح البخاري تتم في مسجد سفير بالقصبة منذ الفاتح من شهر رجب إلى غاية اليوم السابع والعشرين منه[11].

ولقد كانت الاستقلالية المالية لأئمة مسجد سفير عن وزارة الأهالي التابعة لإدارة الاحتلال الفرنسي سببا في حرية نشاطهم التعليمي، وذلك برفضهم لعدة مناصب رسمية تجعلهم يمتثلون لفرنسا المحتلة[12].

الثورة التحريرية

معركة الجزائر
رغم التمويه الكبير الذي كان يلف نشاط الحركة الوطنية الجزائرية في القصبة وفي مساجدها، إلا أن فرنسا اكتشفت دور المساجد في دعم ثورة التحرير الجزائرية في سنة 1955م، وألقت القبض على الأئمة إبراهيم بوسحاقي ومحمد الدواخ وأحمد شقار الثعالبي وأحمد بن تشيكو ومحمد شارف لأنها كانت ترى فيهم العقل المدبر لتنشيط الثورة[13].

وكان إلقاء القبض عليهم مرتين، الأولى في شهر ديسمبر 1956م والثانية في صيف 1958م وتم سجنهم وتعذيبهم في سجون العاصمة، ومن بينها فيلا سيزيني[14].

فأثناء معركة الجزائر خلال سنة 1957م مباشرة بعد انعقاد مؤتمر الصومام في ولاية بجاية، ألقي القبض على كثير من أئمة الجزائر العاصمة ليمروا على العديد من مراكز التعذيب البدني، ومنها يتم نقلهم إلى محتشد الفرز ببني مسوس، حيث يوجه بعضهم إلى معتقلات عين وسارة، سيدي الشحمي، بوخامية، بطيوة، أركول، وأخيرا الدويرة.

وإذا ما تم إطلاق سراح أحدهم من أجل متابعة وتعقب تحركاته واتصالاته، فإنه يعاد اعتقاله بتهمة أخرى جديدة مفتعلة، ويحاكم ويصدر عليه الحكم الملفق رغم عدم توفر حُجج الإدانة، ورغم ذلك يُعاد إلى المعتقل.

وكان نشاط هؤلاء الأئمة العاصميين في المعتقل يتمثل في تعليم المناضلين وتأديبهم ونشر الفكر والوعي فيهم، مستفيدين من تجربتهم الطويلة في ميدان الدعوة والإرشاد، وكانوا علاوة عن أعمالهم التثقيفية يؤلفون مصنفات ودواوين وقصائد والعديد من الأناشيد.

وبما أن مسجد سفير في القصبة كان محورا ثوريا عاصميا عتيدا، فإن الإمام إبراهيم بوسحاقي قد استعان بابني عمه الممرض بوعلام بوسحاقي وساعي البريد بوزيد بوسحاقي، بالإضافة إلى ابن أخيه يحي بوسحاقي، من أجل ضمان الثقة في الاتصالات من داخل مدينة الجزائر نحو ضاحيتها[15].

ذلك أن الممرض بوعلام بوسحاقي قد طُرِدَ من مستشفى ثنية بني عائشة مباشرة بعد إضراب الثمانية أيام الذي بدأ في يوم 28 أفريل 1957م استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني الجزائرية، ليلتحق مباشرة بالجزائر العاصمة لإسناد الثورة ميدانيا.

أما ساعي البريد بوزيد بوسحاقي فقد كان مسؤولا عن خلية ثورية زواوية قامت بوضع قنبلة في مكتب بريد ثنية بني عائشة بعد انعقاد مؤتمر الصومام، وتم تسريبه من مركز تعذيب قوتييه Gauthier في سوق الأحد ليلتحق كذلك بالجزائر العاصمة لإسناد الثورة ميدانيا[16].

فلقد كان الممرض بوعلام بوسحاقي خلال سنة 1957م شابا ذا 26 سنة في حين أن ساعي البريد بوزيد بوسحاقي كان يبلغ 22 سنة أثناء معركة الجزائر التي عجلت من انتقالهما من النضال السري الحضري إلى الدخول في السرية التامة داخل مدينة الجزائر[17].

وقد كان الإمام إبراهيم بوسحاقي يستعين بـبوعلام وبوزيد في جمع الاشتراكات المالية وحفظ الحلي الذهبية قبل تمريرها إلى جيش التحرير الوطني الجزائري للاستفادة منها ميدانيا[18].

كما ساهم بوعلام بوسحاقي وبوزيد بوسحاقي تحت إشراف القضاة الشرعيين للثورة على تصفية الحركى في الجزائر العاصمة.

ذلك أن الحركى الجزائريون كانوا معولا هداما يعيق سيرورة الثورة التحريرية النوفمبرية في المنطقة المستقلة للعاصمة.

الاستقلال الوطني
بعد الاستقلال الوطني في عام 1962م ومغادرة الشيخ محمد الدواخ من مسجد سفير ليصير إماما بالمسجد الجديد أواخر عام 1963م، انتعش دور الأئمة إبراهيم بوسحاقي مع محمد شارف وأحمد بن تشيكو ليواصلوا الدور التربوي في القصبة من خلال رسالة مسجد سفير[19].

وكانوا يعتمدون في تدريسهم على مصنفات إسلامية أصيلة منها الآجرومية، وألفية ابن مالك، ومختصر خليل، ومتن ابن عاشر، وشرح قطر الندى وبل الصدى، ومقدمة ابن خلدون وغيرها.

مسجد الفتح

مدينة ثنية بني عائشة
التحق الإمام إبراهيم بوسحاقي بمسجد الفتح في ثنية بني عائشة خلال سنة 1978م لاستخلاف الإمام محمد سعد شاوش إثر وفاته.

فقام بإحداث نهضة علمية في منطقة تيزي نايث عيشة من خلال تدريس المتون المختلفة كالآجرومية، ومختصر خليل، ومتن ابن عاشر، وشرح قطر الندى وبل الصدى، ومقدمة ابن خلدون وغيرها.

ثم قام بإطلاق مشروع توسيع مسجد الفتح بمضاعفة مساحته ثلاث مرات ليواكب الازدياد السكاني لمدينة الثنية العيشاوية الزواوية.

كما قام ببناء طابق علوي به سدة للنساء للسماح لهن بأداء صلاة الجمعة وصلاة التراويح.

ودامت أشغال هذه التوسعة لمدة أربع سنوات ليتم تدشين مسجد الفتح من جديد في سنة 1982م.

وقد بقي في منصب إمام خطيب في مسجد الفتح إلى غاية سنة 1993م.

التفتيش وبعثة الحج
لقد تمت ترقية الإمام إبراهيم بوسحاقي قبل سنة 1978م ضمن مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر إلى منصب مفتش الشؤون الدينية لأن بلدية الثنية كانت لا تزال تابعة لولاية الجزائر.

وهذه المهمة الشريفة اقتضت منه أن يصول ويجول في مساجد ولاية الجزائر لإرشاد الأئمة والمؤذنين والقيمين حول مقتضيات رسالتهم المسجدية.

كما صار من الأعضاء المرموقين في بعثات الحج التي تؤطرها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية باعتباره حافظا مكينا ومجاهدا أصيلا.

المكتبة
جمع الإمام إبراهيم بوسحاقي، من خلال أسفاره الكثيرة، المئات من أمهات الكتب الدينية واللغوية والكونية والثقافية في بيته قرب مسجد الفتح بـثنية بني عائشة.

وكانت هذه المكتبة الشخصية مقصد العديد من الأئمة والمثقفين والطلبة الدارسين قبل ظهور الإنترنت والمكتبات الرقمية.

مدينة الجزائر العاصمة
عاد الإمام إبراهيم بوسحاقي إلى مدينة الجزائر في سنة 1993م ليمضي فيها أواخر أعوام عمره.

وكان يتردد على أصدقائه من أئمة وعلماء الجزائر العاصمة من أمثال محمد صالح الصديق وأحمد شقار الثعالبي ومحمد شارف[20].

وفاته
كانت وفاة إبراهيم بوسحاقي العيشاوي الزواوي في سنة 1996م الموافقة لعام 1417هـ.

وقد كانت وفاته في بلدية القبة بولاية الجزائر عن عمر 88 سنة.

وتم دفنه في إحدى مقابر محافظة الجزائر.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى