عندما تقوم ادارة المنتدى بوضع تحديثات خاصة بالمنتدى سوف تجد آخر ثلاث مواضيع هنــا.

اذهب الى الأسفل
شينوية
شينوية
.:: مشرفة ::.
.:: مشرفة ::.
محل الإقامة : عين الدفلى
الجنس : انثى
المساهمات : 926
النقاط : 1572
إنضم : 06/06/2018

مواقف فلسفية،الرأي و الحقيقة. Empty مواقف فلسفية،الرأي و الحقيقة.

الجمعة 15 يونيو 2018 - 19:11

الرأي و الحقيقة.

يحيل مفهوم الحقيقة على معنيين رئيسيين هما: الواقع و الصدق, اي ضد الوهم والكذب و يعكي "لالاند" للحقيقة خمس معاني : فالحقيقة هي الحق و الصدق, وخاصية ما هو حق و ما تمت البرهنة عليه و شهادة الشاهد الذي يحكي ما راه او فعله , انها بمعنى اعم كل ماهو مطابق للواقع ...
اوكما عبرت عن ذلك الفلسفة الكلاسيكية خصوصا عند افلاطون وارسطو الذين ربطوا الحقيقة بالحكم و القضية و اعتبراها تطابقا بين المعرفة و موضوعها, و هذا ما عبر عنه الفلاسفة المسلمون "تطابق ما في الاذهان مع ما في الاعيان".
اما الراي فهو "الاعتقاد المحتمل, لا الاعتقاد اليقيني, وهو وسط بين الشك و اليقين".
كما يحيل الى الاعتقاد الجماعي او الاعتقاد الذي يشترك فيه الجمهور, و لذلك فهو يطابق الاراء الشائعة لدى الحس المشترك.
تدور الإشكالية العامة لهذا المحور حول تساؤل أساسي هو كالتالي:
كيف تتحدد العلاقة بين الرأي و الحقيقة؟ هل يمكن الفصل بينهما نهائيا ؟
هل بينهما قطيعة ام استمرارية؟و هل يمكن الدفاع عن الراي باعتباره نمطا من انماط الحقيقة؟
وللإجابة على هذه الإشكالية لا بد من مقاربة بعض المواقف الفلسفية انطلاقا من الفلسفة اليونانية .

افلاطون

حيث يذهب الى ان طريق بلوغ الحقيقة هو التامل العقلي الذي يمكن الفيلسوف من تجاوز الاراء و المعتقدات السائدة, و الارتقاء الى عالم المثل من اجل ادراك الحقائق اليقينية والمطلقة.
هكذا فالحواس حسب "افلاطون" لا تمدنا سوى بالظلال او الاوهام التي هي مجرد اشباه حقائق او اراء ظنية صادرة عن عامة الشعب, بينما تعتبر
الفلسفة هي العلم الموضوعي بالحقيقة, و تعتمد على الجدل الصاعد (الانتقال من الادنى الى الاعلى ومن الحسي الى المجرد) كمنهج عقلي تاملي يتعارض تماما مع الاراء الظنية السائدة.

امتدادا للتصور الافلاطوني يحدد

أبو نصر محمد الفارابي

الرأي أو بادئ الرأي بأنه كل المعارف العامية المشتركة بين عامة الناس. و التي تعتمد على الأقاويل الجدلية، الخطابية أو الشعرية. و هي أنواع من القياس ( الاستدلال) يحصل بها الظن أو الاقتناع، بالاعتماد على مقدمات بلاغية أو تخيلية. بخلاف المعرفة اليقينية التي تعتمد على البرهان(مقدمات يقينية تفضي إلى نتائج يقينية). و هكذا يتبين أن الفارابي يقر بأن بادئ الرأي يتعارض مع الحقيقة، فهو يعني عامة الناس ، أما المعرفة اليقينية أو الحقيقة البرهانية فهي تعني خاصة الناس(الفلاسفة).


غاستون باشلار

القبول بالرأي لانه للوصول الى الحقيقة لا بد من التمييز بين المعرفة العلمية و المعرفة العامية, فالراي يكون دائما خاطئ لانه لا يعتمد على منهج و لان الشخص يرتبط به
حسب استفادته منه لذا يضيف-باشلار-عائق ابستمولوجي امام المعرفة الحقة ينبغي هدمه.
فالعلم يعرف حدوده فهو لا يخوض في قضايا غامضة او قضايا لا يمكن طرح السؤال فيها بشكل واضح لان المعرفة العلمية لا تقبل بحقائق معطاة بل بكل شيء يبنى.

كانط

يعتبر الرأي ضروري لبناء المعرفة وبلوغ الحقيقة ، فالرأي في البدأ يكون اعتقادا انه مجرد انطباع شخصي يعبر عن قناعة ذاتية وفردية غير ان الرأي يكتسب طبيعة الحكم الكوني حيثما يتحول إلى رأي جماعي أي إلى اعتقاد تأمن به العقول بهذا يتحول إلى حكم يتسم بالكونية والضروة والموضوعية ، الشيء الذي يفضي بنا في اخر المطاف إلى اليقين والحقيقة .
هكذا اذن يؤسس كانط تصوره للحقيقة التي تبتدأ بالرأي وتمر بالاعتقاد لتصل إلى اليقين .


ليبنز

عن مفهوم الرأي الذي يعتبره ضروري في بناء كل معرفة انسانية كانت تاريخية او اجتماعية او سياسية او حتي برهانية كما هو الامر بالنسبة للعلوم البرهانية التي يشكل فيها الاحتمال خاصية اساسية تبعا لهذا نجد ليبنز يربط بين الرأي والاحتمال وعليه
فاذا كان الاحتمال ضروري في بناء المعرفة البرهانية فان الرأي ضروري في بناء المعرفة التاريخية والاجتماعية اذن فالرأي يشكل مدخلا نحو بلوغ اليقين والحقيقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى