- المتوكلة على الله.:: نائب المدير ::.
- محل الإقامة : المسيلة
الجنس :
المساهمات : 1080
النقاط : 1860
إنضم : 02/07/2018
عين ابصرت النور .. بقلمي
السبت 30 مارس 2019 - 17:45
عين ابصرت النور
قبل فترة طويلة , وتحديدا قبل10 سنوات كنت مع قوات قمع المسلمين في بورما . لقد كنت اراهم عالة يدعون انهم شعب الله المختار .كنت ابيدهم جميعا بلا رحمة , لكن الوحيدين الذين كنت اتجنب قتلهم هم الاطفال .ذات يوم كنت أتجول , فلمحت كوخا وسط الغابة التي كنت استكشفها . كنت سأخبر الآخرين لكني قررت تفقده وحدي, وعندما دخلت وجدت رجلا عجوزا يقرا كتابا ومعه ولد صغير . استغربت ولم افهم سر هدوئهما ومسدسي موجه نحوهما ؟ فتوقف الرجل عن القراءة و نظر إلي فعرف أنني انوي السوء , فابتسم وقال للطفل: "ما بالك يا عمر ؟ اذهب واحضر الطعام ضيفنا" .
"ضيف ؟!" تساءلت في نفسي .. " انه يهذي من الخوف " , وحين خرج الطفل من الغرفة رفع الرجل بندقية كانت بجانبه وقال : "اخرج وإلا أطلقت النار! " ولكن رصاصات مسدسي سبقت تهديده , فجاء الصغير حين سمع الضجة وفزع لما رأى العجوز يُحتضر . تركته حيا وخرجت لأدعه يودع العجوز , وعدت إلى أصدقائي ولم اخبرهم شيئا خشية أن يقتلوا الطفل إن عرفوا الحقيقة . لكن ضميري أنبني لأنني تركته وحده , ولم انم طوال الليل .. تلك كانت أول مرة اندم فيها لأنني قتلت مسلما , فقررت تفقده صباحا .
ذهبت إلى الكوخ في الغد , فرايته يبكي أمام ما يبدو قبرا , بدا كأنه قضى الليل يدفن العجوز . فراَني ولم يخف مني , بل نظر إلي بغيظ وقال :" والله لأجعلنك كما تمنى جدي! " ... لقد خفت منه , لم افهم حتى لماذا لم يأخذ البندقية ويحاول قتلي مستغلا كوني اعزلا ؟ وما الذي تمناه جده ؟
سكنت ذهني الكثير من الأسئلة فشردت , وما كدت أفيق من شرودي حتى وجدت الطفل واقفا أمامي حاملا كتاب العجوز . لقد قرأت في عينيه رغبته في الذهاب معي , فأخذته ولكن خوفي جعلني احمل البندقية تحسبا, وخفت أكثر حين وجدتها فارغة من الرصاص. وفي طريقنا سألته أسئلة كثيرة فلم يجب .. فقط صمت مرعب .
وصلنا إلى المعسكر فأخبرت أصدقائي أن هذا طفل وجدته تائها وأريد أخذه معي . راودتهم الشكوك في البداية ولكنني كنت مصرا فوافقوا . عدت إلى ستوكهولم فتشاجرت مع زوجتي لأنها رفضت الولد , ففقدت أعصابي وضربتها بقوة , ودخلت المستشفى بسببي وحين خرجت هجرتني . فأصبحت أعيش وحدي مع الصبي الذي لم ينطق معي بكلمة واحدة , أخذته مرة إلى الميتم لأتخلص منه , ولكني فوجئت به صباحا عند باب المنزل يبكي فأدخلته . كثيرا ما كان يقرا في كتاب جده ويبكي , وكان يمارس دينه بكل حرية فانا لم امنعه , كان يأكل معي وينام وحده في غرفته , ولا يتحدث معي أبدا.أدمنت على الهيروين وتركت عملي من اجل تجارة المخدرات , وحين علم بذلك صار لا يأكل معي .. بل صار يعمل حمالا عند احد الباعة ليكسب المال ويعيش . وبعد فترة قُبض علي وحٌكم علي بـ5 سنوات سجنا . خلال مكوثي في السجن فكرت .. "هل الصبي هو سبب مصائبي ؟ هل هو من اخبر الشرطة عني ؟! سأبرحه ضربا حين أعود ليعترف بالحقيقة ".
انقضت فترة حبسي وخرجت , عدت إلى منزلي فوجدته مغلقا وفارغا.. " لقد خرج إذن , سأنتظره ." بعد حوالي ساعة عاد الولد , لقد كبر لكن ملامحه ثابتة . نظر إلي ببرودة وفتح الباب , اغتظت كثيرا فأمسكته و أدخلته المنزل بغضب , واتهمته بإبلاغ الشرطة عني وضربته بقسوة فلم يقاوم , تعبت وتوقفت.. لكن ما فعله كان النهوض والابتسام. اغتظت أكثر ولم اعرف ما الذي علي فعله .. كنت مفلسا ووحيدا ... أسندت ظهري إلى الجدار و رفعت راسي بعينين دامعتين . كنت يائسا جدا وتمنيت الموت , وعندما ضاق بي الحال قررت الانتحار . نعم ... لقد وقفت على حافة الشرفة لألقي بنفسي, ولكن قبل أن افعل امسك بي .. ذلك الولد أوقفني وأنقذني فضربته ,لأنني ظننت انه منعني من الانتحار ليستمر عذابي . وزاد غيظي أكثر حين ابتسم , فبكيت ثم ابتسمت وأسندت ظهري للجدار وقلت له ودموعي تسيل : " فهمت .. هذا ما أوصاك به العجوز قبل أن يموت , أن تجعل حياتي جحيما وتمنعني من الموت . أنا حقير واستحق هذا ..ولكن أريد أن يمنحني فرصة .. إن كان الله موجودا حقا فليمنحني فرصة أخرى ويرشدني إلى الطريق الصحيح .. أريد أن اكفر عن كل ذنوبي , وإلا فليقبض روحي ! "
نظرت إليه فوجدته ينظر إلي ويبكي , ذهلت ... وقبل استفيق من ذهولي غادر , ثم عاد وفي يده كتاب العجوز . وقبل أن استوعب ما يحصل فتحه وبدا يقرا .. إنها اللغة العربية بلا شك , ومع أنني لم افهم شيئا مما قراه إلا أنني شعرت بالاطمئنان , نسيت كل همومي وهدأت , وفجأة بدأت ابكي .. لكني هذه المرة بكيت فرحا . توقف الولد عن القراءة وخرج من الغرفة , ثم عاد بسرعة وفي يده كتاب آخر فدنا مني وكلمني لأول مرة منذ مجيئه : " خذه .. انه بالانجليزية . " أخذت الكتاب بلهفة وقرأت .. لقد وجدت فيه كل الأجوبة .. لقد وجدت الطمأنينة و الأمل ... التفتت إلى الصبي وسألته : "من ألفه ؟ هل هناك مزيد منه ؟"
فقال مبتسما :" هذا الذي تقرؤه هو كلام الملك ".
سألته :" الملك ؟ من تقصد ؟" - " اقصد الله .. ما تحمله نسخة انجليزية من القران الكريم .. دستور المسلمين .." لقد قصفت حرفيا , أهذا هو الإسلام الذي كنت امقته ؟ ندمت كثيرا وبكيت , فاحتضنني وقال : "باب توبة في الإسلام لا يغلق " فعلا نحيبي وشعرت أنني كنت أعمى, وان الله فتح عيني أخيرا ,ثم سألته : "أتساعدني وأنا من قتل جدك ؟" فقال بسرور: "هذه أمنيته ,. عندما حمل البندقية لم ينو قتلك , لقد كان لطيفا جدا ولن يقتل أحدا أبدا بل حاول إخافتك لتتركنا . وعندما تركتني علم انك لن تقتلني فأوصاني أن أجاهد لأدخلك الإسلام كشكر لأنك جعلته يموت في سبيل الله . واحمد الله لأنه وفقني." فقلت باكيا :" أريد أن دخل الإسلام .. " فابتسم وامسك بيدي .... عرفني عمر على الإسلام فصرت ملتزما , وصرت اعمل في إحدى الجمعيات الإسلامية في ستوكهولم , وبعد فترة عادت إلي زوجتي بعد أن أسلمت بدورها ... ذهلت في البداية ولم اصدق , ولكني عرفت أن لعمر يدا في القصة . وأنا اليوم داعية إسلامية وأب لطفلين والفضل يعود لله ثم له .
التوقيع : __________________________________________________
- الفقيرة الى ربها.:: عضو فعال ::.
- محل الإقامة : مسيلة
الجنس :
المساهمات : 235
النقاط : 330
إنضم : 27/02/2019
رد: عين ابصرت النور .. بقلمي
السبت 30 مارس 2019 - 23:21
و الله لا ادري ماذا اقول فالالسنة تعجز عن الوصف .ااثني على الجد ام على الولد ام على الدين ككل
- الفقيرة الى ربها.:: عضو فعال ::.
- محل الإقامة : مسيلة
الجنس :
المساهمات : 235
النقاط : 330
إنضم : 27/02/2019
رد: عين ابصرت النور .. بقلمي
السبت 30 مارس 2019 - 23:26
كل ماعلي قوله هذا هو ديننا
- المتوكلة على الله.:: نائب المدير ::.
- محل الإقامة : المسيلة
الجنس :
المساهمات : 1080
النقاط : 1860
إنضم : 02/07/2018
رد: عين ابصرت النور .. بقلمي
الثلاثاء 9 أبريل 2019 - 12:38
اعجبتك نور ؟ انها من نسج خيالي
التوقيع : __________________________________________________
- الفقيرة الى ربها.:: عضو فعال ::.
- محل الإقامة : مسيلة
الجنس :
المساهمات : 235
النقاط : 330
إنضم : 27/02/2019
رد: عين ابصرت النور .. بقلمي
الخميس 11 أبريل 2019 - 22:14
وان التي علقت على انها قصة واقعية
- المتوكلة على الله.:: نائب المدير ::.
- محل الإقامة : المسيلة
الجنس :
المساهمات : 1080
النقاط : 1860
إنضم : 02/07/2018
رد: عين ابصرت النور .. بقلمي
الإثنين 22 أبريل 2019 - 6:14
ههههه هذا دليل على انني لا اكتب هباءً
التوقيع : __________________________________________________
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى